الأحد، ١٥ ذو القعدة ١٤٢٨ هـ

الـشــخـــير - تخاريف سهران

بسم الله الرحمن الرحيم

الشخير

سيمفونية الليل ..

إهداء

لهُ ..
لمن شنف آذاني بشخيره مؤخراً وأطار النوم من عيني وكان له الفضل في إنجاز هذه الدراسة..

مقدمة:

لما كان الشخير والمشخرون مشكلة مزمنة بالنسبة لي وكانت ترافقني أينما حللتُ ورحلتُ حتى بعد أن اعتزلت الدنيا بما فيها وارتحلتُ إلى ريف أوروبي يعتبر الأهدأ في العالم ، كان لزاماً علي أن أدرس هذه الظاهرة وأن أحاول البحث عن جذورها وأصولها التاريخية وكيف وصلت إلى ما وصلت إليه في عصرنا الحالي وإليكم إنجاز ليلتين متتاليتين من البحث والتمحيص..

متن :

تشير المصادر التي اطلعتُ عليها إلى أن الشخير لم يصل إلى صيغته الحالية إلا بعد أن خضع لعمليات تطور معقدة عبر ملايين السنين ، وأن الشخير كان لدى الإنسان البدائي عبارة عن زئير أثناء النوم.
وأستطيع أن أرى بعين الخيال الإنسان البدائي وهو يزأر أثناء نومه فتنتفض الإنسانة البدائية من مرقدها مفزوعة لتدرك أن هذا الزئير كان صادراً من الشيء الراقد بجوارها " إن كانوا قد عرفوا السرير المزدوج في ذلك الوقت " فتنقض عليه وتمسك بتلابيبه وهي تصرخ :

- هونيا نانيا هوجا

الترجمة : " ما تتخمد يا منيل وتخلي ليلتك تعدي على خير "

فيستيقظ الإنسان البدائي من نومه مفزوعاً أيضاً وغير مدرك لما يجري حوله ولا لسبب الصراخ فتنشأ بسبب ذلك أول معركة في التاريخ بين الإنسان البدائي والإنسانة البدائية تنتهي بأن يأخذ الرجل جلد الدب الذي يلتحف به ، لينام على الأريكة الحجرية خارج الكهف.
ولكن الرجل البدائي لم يتحمل النوم على الأريكة لمدة طويلة فقد سببت له آلاماً في الظهر وأيضاً بسبب حاجته لإشباع بعض الضرورات البيولوجية الملحة التي لا يستطيع إشباعها من دون امرأة ، فبدأ الإنسان الأول يتعلم كيف يفكر بحلول لمشاكله.
هداه تفكيره إلى أن يبدأ التدرب على أصوات أخرى في صحوه حتى يستجلبها من اللاوعي أثناء نومه فتكون بدلاً عن الزئير وأخف وطأة منه ..

في البدء جرب العواء ولكن النتيجة أفضت به إلى النوم على الأريكة الحجرية مرة أخرى ، فجرب الصهيل وكانت نتيجته جيدة جداً أثناء ................ مع المرأة البدائية وعرف الإنسان حينها أول منشط جنسي في التاريخ ، ولكن إصدار الصهيل أثناء النوم قاده مرة أخرى إلى الأريكة الحجرية لأن المرأة الإنسانة البدائية بدأت بالشك بأنه على علاقة بامرأة أخرى وأنه يراها في منامه وبالمناسبة كانت هذه أول حالة غيرة في التاريخ.
بالطبع لم يستسلم الرجل الأول واستمر في محاولاته فجرب الخوار والثغاء و النهيق وغيرها من أصوات الحيوانات حتى عثر على الحل بالصدفة أثناء رحلة صيد للديناصورات حينما شاهد لأول مرة في حياته خنزيراً برياً وسمع صوته والذي كان عبارة عن " خنفرة " إن جاز التعبير فقرر على الفور أن يقلده وكانت المعجزة.
لم تنشب أي معركة جديدة بينه وبين الإنسانة الأولى إذ أنها استطاعت أن تتكيف مع هذا الصوت ولم يوقظها من نومها ، ولما كان الإنسان الأول سعيداً بهذا الإنجاز فقد قرر أن يحتفل فأقام أول حفلة في التاريخ و اكتشف طقوس الاحتفال وأطلق على الصوت الجديد اسم " الشخير" وتوارثته الأجيال من بعده.

وبعد مضي آلاف السنين اكتسبت المرأة هذه الصفة أيضاً وبدأت بالشخير بل وتفوقت على الرجل الذي لم يعد يتفرد بالشخير الأمر الذي أدى تململ الرجال من ذلك التفوق النسائي فبدئوا بنظم الأشعار التي يذمون فيها الشخير والمشخرات وقد نقلت لنا كتب التاريخ العديد من القصائد التي تداولها الرجال في ذلك التاريخ البعيد منها المعلقة الشهيرة للشاعر شُخير ابن أبي شُخرا والتي قال في أحد أبياتها :

وما الشخير إلا ما قد علمتم وذقتم **** وما هو عنها بالحديث المحبب.

وكذلك من الشعراء الذين أتوا بعده مثل الشاعر الشهير " المُتشخر" والذي قال يصف محبوبته وشخيرها قائلاً :

ومُشخرتي كأن بها حياء **** فليس تُشخر إلا في الظلام
بذلت لها المطارف والحشايا **** فعافتها وباتت في أذاني


ولا يتسع المقام هنا لذكر المزيد من الشواهد على تلك الفترة.

ظل الوضع كما هو عليه حتى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ، ومع بداية القرن العشرين ظهر تيار جديد بين المشخرين من الرجال يدعو إلى ابتكار صيغٍ جديدة للشخير والتجديد في الأداء الرجولي وبالطبع فقد ووجه هذا التيار بالرفض الشديد في بادئ الأمر من قبل المجتمع الشخيري وكانت حجة الرافضين أن حنجرة الإنسان بعد كل هذه القرون أصبحت مصممة ومهيأة للإتيان بنوع واحد من الشهير لا أكثر وأن محاولة الخرج عما جُبل عليه البشر ما هو إلا خروج عن الفطرة السليمة وتدمير للسليقة التشخيرية.
ولكن التيار المجدد استطاع أن يثبت وخلال سنوات قليلة قدرة الإنسان المذهلة على التأقلم مع كل جديد وظهرت في تلك الفترة العديد من المدارس التشخيرية والتي أصبح لها أتباعها مثل :

المدرسة الكلاتشخيرية والتي لم تخرج عن أسس التشخير التي وضعها السلف.
المدرسة الروماخيرية والتي ابتكرت الشخير مع الأنين المنتظم بحيث يكون الشهيق شخيراً والزفير أنيناً وحرمت الشخير مع الزفير باعتباره عملاً متخلفاً وغير حضاري.
ثم ظهر بعد ذلك تيار يطلق عليه تيار حرية التشخير وقد وضع الهذا التيار بصمته الخاصة على الشخير الجديث وإن كان أسلوبه مقارباً لأسلوب المدرسة الرماخيرية من حيث اعتماده على الشخير والأنين معاً ولكن الفرق بينهما أن تيار حرية الشخير لم يلزم بأن يكون الشهيق شخيراً والزفير أنيناً وإنما بالإمكان استخدام أحدهما مكان الآخر بشرط الحفاظ على النغمة المنتظمة للتنفس شهيق .. زفير .. شهيق ... زفير وهكذا.
ثم ظهر تيار جديد أطلق النقاد عليه اسم مشخري الحداثة وكان أبرز ما ذهب إليه هذا التيار أن الشخير ما هو إلا عرض للتنفيس عما يعتمل داخل الإنسان أثناء النوم وأن من حق الإنسان التعبير عنه كيفما شاء حتى لو استخدم النهيق بدل الشخير وحتى لو جاء ذلك على حساب انتظام مسألة الشهيق والزفير أثناء النوم.
كانت هذه التيارات ولا زالت هي التيارات ذات الأثر الأكبر على مسيرة الشخير في العصر الحديث وقد كان لهذا الحراك وهذه التيارات أثرها الكبير على الرجال حيث أنهم استعادوا عرش الشخير من النساء على الرغم من المحاولات المستمرة من قبل النساء لمنافسة الرجال في التنويع والتجديد وظهور تيار الشخير النسائي إلا أن محاولاتهن لم تكلل بالنجاح حتى الآن وإن كانت المعركة لا تزال مستمرة..

خاتمة :

أتمنى أن أكون قد وفقت ولو بشكل بسيط في تسليط الضوء على ظاهرة الشخير وتاريخها من خلال هذه الدراسة المتواضعة وأتمنى أن تكون هذه الدراسة ذات جدوى للباحثين في شؤون الشخير ودليلاً يسترشدون به خلال بحثهم في تاريخ الشخير.

عبدالله الشعيبي

هناك ٥ تعليقات:

koukawy يقول...

ههههههههههههههههههههههههههههههههه
فكره لطيفه جدا
هههههههههههههههه

mado80 يقول...

أفادك الله يا عبدالله فقد استفدت من هذه الدراسه كثيرا،وان شاء الله ناوي أقيم جمعيه اهليه تسمي حق الأنسان في التشخير ،وهاجيبك علشان تبقي من مستشاري هذه الجمعيه، هتبقي وظيفه هذه الجمعيه هي الدفاع عن حق الأنسان في أن يشخر زي ماهو عاوز... والله الموفق!!!

Abdullah Al-shoaibi يقول...

الأخت كوكو ..

متشكر جدا على التعليق اللطيف جدا .

Abdullah Al-shoaibi يقول...

السيد مادو ..

يا عم هي ناقصة جمعيات المشخرين على قفا من يشيل والمقال ده مقال اعتراضي على التشخير والمشخرين ربنا يسامحهم بس ..

بس على العموم هفكر بالموضوع ..

mado80 يقول...

شكرا أخي عبدالله علي ردك الجميل ،اعرف انه موضوع اعتراضي وساخر ايضا ولذلك أقترحت عليك اقتراح ساخر ، بس لازم ترد عليا في موضوع جمعيه المشخرين بسرعه علشان انت هتبقي من الأعضاء المؤسسين....